www.film1.mam9.comwww.film1.mam9.comكفى بك داء أن ترى الموت شافياً | | وحسب المنايا أن يكن أمانيا |
فكأنه جعل كافورا الموت الشافي والمنايا التي تتمنى ومع هذا فقد كان كافور حذراً، فلم ينل المتنبي منه مطلبه، بل إن وشاة المتنبي كثروا عنده، فهجاهم المتنبي، وهجا كافور و
مصر هجاء مرا ومما نسب إلى المتنبي في هجاء كافور:
لا تشتري العبد إلا والعصا معه | | إن العبيد لأنجــاس مناكــيد |
نامت نواطير مصر عن ثعالبها | | وقد بشمن وما تفنى العناقيد |
لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم | | إلا وفي يده من نتنها عود |
من علم الأسود المخصي مكرمة | | أقومه البيض أم آباؤه السود |
أم أذنه في يد النخاس دامية | | أم قدره وهو بالفلسين مردود |
و استقر في عزم أن يغادر
مصر بعد أن لم ينل مطلبه، فغادرها في يوم عيد، وقال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور وحاشيته، والتي كان مطلعها:
عيد بأية حال عدت يا عيد | | بما مضى أم لأمر فيك تجديد |
ويقول فيها أيضا:
إذا أردت كميت اللون صافية | | وجدتها وحبيب النفس مفقود |
ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه | | أني لما أنا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ |
وفي القصيدة هجوم شرس على كافور وأهل مصر بما وجد منهم من إهانة له وحط منزلته وطعنا في شخصيته ثم إنه بعد مغادرته لمصر قال قصيدةً يصف بها منازل طريقه وكيف أنه قام بقطع القفار والأودية المهجورة التي لم يسلكها أحد قال في مطلعها:
ألا كل ماشية الخيزلى | | فدى كل ماشية الهيدبى |
وكل ناجة بجاوية | | خنوف وما بي حسن المشى |
وقال يصف ناقته:
ضربت بها التيه ضرب القمار | | إما لهذا وإما لنا |
لإذا فزعت قدمتها الجياد | | وبيض السيوف وسمر القنا |
وهي قصيدة يميل فيها المتنبي إلى حد ما إلى الغرابة في الألفاظ ولعله يرمي بها إلى مساواتها بطريقه. لم يكن سيف الدولة وكافور هما من اللذان مدحهما المتنبي فقط، فقد قصد امراء
الشام و
العراق وفارس. وبعد عودته إلى الكوفة، زار بلاد فارس، فمر بأرجان، ومدح فيها ابن العميد، وكانت له معه مساجلات. ومدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز وذالك بعد فراره من مصر إلى الكوفة ليلة عيد النحر سنة 370 هـ.