aflam
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


افلام عربيه واجنبيه وكل مايخص المجتمع من مناقشات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
معنا نرتقى الى الامام لسنا الوحدين ولكننا بكم الافضل
الى كل الزوار المتواجدين الان عليكم بالتسجيل لرؤيه باقى المنتديات والفئات ونتمنى لكم اوقات ممتعه معنا
مبروك لمصر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» ll. حصريــــا :- صـــور " محمد هنيدي " 2010 .ll. ‏
بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب I_icon_minitimeالأحد 28 فبراير 2010, 12:59 am من طرف Admin

» هدي النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وترحاله
بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب I_icon_minitimeالأحد 14 فبراير 2010, 2:50 pm من طرف Admin

» موقع رسول الله عليه الصلاة والسلام
بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب I_icon_minitimeالأحد 14 فبراير 2010, 2:45 pm من طرف Admin

» حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على المسلمين
بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب I_icon_minitimeالأحد 14 فبراير 2010, 2:36 pm من طرف Admin

» محمد خاتم المرسلين
بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب I_icon_minitimeالأحد 14 فبراير 2010, 2:33 pm من طرف Admin

» مناظره ليله عيد النصاري
بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب I_icon_minitimeالأحد 14 فبراير 2010, 2:31 pm من طرف Admin

» فلنتق يوما
بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب I_icon_minitimeالأحد 14 فبراير 2010, 2:22 pm من طرف Admin

» لو كان رسول الله يخدع الناس جميعا ما خدع نفسه في حياته
بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب I_icon_minitimeالأحد 14 فبراير 2010, 2:17 pm من طرف Admin

» سبعة يظلهم الله في ظلّه .. يوم لا ظل إلا ظله ...
بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب I_icon_minitimeالأحد 14 فبراير 2010, 2:09 pm من طرف Admin

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
 شات المنصورة

 

 بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
صاحب الموقع
صاحب الموقع
Admin


عدد المساهمات : 440
تاريخ التسجيل : 24/01/2010
العمر : 37
الموقع : www.film1.mam9.com

بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب Empty
مُساهمةموضوع: بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب   بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب I_icon_minitimeالجمعة 29 يناير 2010, 3:42 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

بدر شاكر السياب

بدر شاكر السياب (24 ديسمبر 1926-1964م) شاعر عراقي ولد بقرية جيكور جنوب شرق البصرة. درس الابتدائية في مدرسة باب سليمان في أبي الخصيب ثم انتقل إلى مدرسة المحمودية وتخرج منها في 1 أكتوبر 1938م. ثم أكمل الثانوية في البصرة ما بين عامي 1938 و 1943م. ثم انتقل إلى بغداد فدخل جامعتها دار المعلمين العالية من عام 1943 إلى 1948م، والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الإنجليزية. ومن خلال تلك الدراسة أتيحت له الفرصة للإطلاع على الأدب الإنجليزي بكل تفرعاته.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

من أشعـــــــــــــــــــــاره :-


حب وشاعر


سالتني ذات يوم عابره عن غرامي وفتاتي الساحره
لم تكن تعلم أني شاعر ملهم أهوى فتون الطاهره
وحبيب لست أهوى عاتبا أنما أهوى العيون الآسره
وقواما أهيفا جلفني ساهما خلف روحي سادره
ووفاء لم أكن أنكره أترى ينكر غصن طائره
سألتني والربى مزدانة في شروق والأماني زاهره
ليتها تدرك أني ها هنا شاعر لابد لي من شاعره
قلت يا أختاه لا لا تسالي أنا ذاك الصب أهوى نادره


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


صياح البط البري


و ذرّى سكون الصباح الطويل

هتافٌ من الديكِ لا يصدأُ

وهزّ الصدى سعفات النخيل

وأشرق شباكنا المطفأ .

هتافٌ سمعناهُ منذ الصغر

سمعناهُ حتى نموت

يمرُّ على عتباتِ البيوت

فيرسم أبوابها و الحُجَر

ولا يهدأُ

إلى أن تسير الحقول

إلينا فنقطف منها الثمر

وعند الضحى و انسكاب السماء

على الطينِ و العشبة اليابسة،

يشقُّ إلينا غصون الهواء

صياحٌ ، بكاءٌ ، غناءٌ ، نداء

يبشر شطآننا اليائسة

بأن المطر

على مهمه الريح مدّ القلوع

هو البطُّ .. فلتهنأي يا شموع

بموتٍ بهِ تعرفين الحياة

بهِ تعرفين ابتسامَ الدموع :

نذوراً تذوبين ، للأولياء .

صياحٌ .. كأن الصياح

ينشّل مما انطوى من رياح ،

سهولا وراء السهول

أزاهيرها في الدجى من نباح

وعند النهار حزاما لقاح

وختمية ما لها من ذبول

ينشّر في شاطئ مشمس

من القي الكثّ غاب له عذبات تطول.

صياح كأجراس ماء ..

كأجراس حقلٍ من النرجس

يدندن و الشمس تصغي، يقول

بأن المطر

سيهطل قبل انطواء الجناح

وقبل انتهاء السفر …

18 - 3 - 1962


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


ثورة 14 رمضان



االف لسان جاء عندك يشكر لأيفاء ما اسديت هيهات يقدر
بعثت حيلة من رداها و نفضت أياديك عنها كل ما كان يوقر
جزاك الأله الخير عن أم صبية أعدت لها البعل الذي كاد يقبر
فصار اليتامى من جداك ذوي أب فداك الأب الفاديه در و جوهر
أسير فيكسو شارق الشمس جبهتي فيعلو دعائي ظللت بالله تنصر
ألست الذي أحيا وقد ثار شعبه فصاح ابتهاجا منه الله اكبر
وقام الكسيح المبتلى من فراشه يسير على ساق يعدو ويطفر
تقحمت أو كان المنيات والسنا يئن وآلاف الشاياطين تصفر
فما هي ألا ضربة الثأر وانجلى ظلام من البلوى وبغداد تنظر
فمن ير بغداد التى أنت نورها يقل عاد هارون وقد مات جعفر
ثأرت لشواف وأمطرت ناظما بما قد روى القبر الذي كاد يطمر
وسد من التهريج أعلاه قاسم وما كان كاسمه فهو يشطر
يحن ألى النيل الفرات ودونه صحارى وقد قالوا لنا تلك كوثر
ألوف الضحايا سامها الخسف والأذى غلوم ورقاع وبخش وقنبر
ولولاه ما عاد الشيوعي حاكما كما شاء أو كان الشيوعي ينحر
فكنت الجواب المرتجى من دعائه وكنت لنا النور الذي فيه نبصر
فيا جيش لا نلت الأذى دونك الذي هبطنا ألى الأعماقأذ كبان يهذر
يمن بمال الشعب أعطاه عاجزا ومن ظلمة الداء الذي فيه ينخر
لقد جاع حتى حطم الجوع جسمه وطورد حتى ما على المشي يقدر
لك الحمد أذ أرويت بالثأر أرضنا فسرنا على الدرب الذي كاد يطمر


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


يوم ارتوى الثأر


بشراك هذا الذلة انقشعا وانفك عن ساعيك القيد وانقطعا
ازلزل الشر ما خلفت زاوية يندس فيها ولا أبقيت منتجعا
يا أمة ما انهوى عن صدرها صنم الا وأوصى لدانمنه فافترعا
من كل جازي يد بالزاد تطعمه غلا ومن آكل الثدي الذي رضعا
هاك اسمعي الصور والموتى اذا انبعثوا فاليوم كل سيجزى بالذي صنعا
الله أكبر ما أمهلت طاغية الا لكي يحصد النار التى زرعا
جيل من الأعين الغضبى وقافلة من غيظ جيلين في ميعادك اجتمعا
وانحط منها على الباغي وزمرته ظل تخطى اليه السور والقلعا
كالسيل من حمم والنار من ظلم والموت لو كان يحوي ذلك الفزعا
ما رعب قابيل اذ يعدو فتتبعه عينا أخيه المسجى حيثما نزعا
شق الثرى عنه من لحظيهما شبح أزجى عليه الدم المطلول فاتسعا
يوما بأوفى من الرعب الذي فجأت نكبأؤه الصرصر الطاغوت فامتقعا
يوم اشتفى كل قلب كان فاجمعه وزلزل القصر حتى مال وانصدعا
وامتد من حيث ولى باع محتجز واسود من حوله الفولاذ والتمعا
في موقف تنفس الشحاذ ذلتها فيه الأمير الذي من جوعها شبعا
وزمرة من لصوص كل ما جمعت ما رد عنها قضاء الشعب أو دفعا
أنزلت بالثورة البيضاء عاليها سفلا وعاجلت منها الرأس فاقتطعا
لم يرتو الثأر من جلاد أمته حتى وان جندلته النار وانصرعا
فاقتض من جيفة الجلاد مجتزيا منها عداد الضحايا من دم دفعا
هذا الذي كل ثكلى فهو مشكلها والمستحل الضحايا ليته ارتعدا
والسارق النور من عيني أطفأه والجاعل النوم في مهد ابنني وجعا
بالأمس كنا سبايا دون سدته فاليوم نعطيه ما أعطى وما منعا
ما قطعته الجموع الثائرات ولا أدمته الا بما أدمى وما قطعا
لم يكذب الجيش الا ظن شرذمة خالته في كل ما تبغى له تبعا
والجيش ما كان الا سور أمته والرافع الجور عنها كلما وقعا
ان تعل وان تمس بنائبة مسته أدهى وان نادت به سمعا
والجيش ما كان الا سر قائده هذا الذي حرر الأعناق اذ طلعا
عبد الكريم الذي أجرى بثورته ماء ونورا كغيم ممطر لمعا
أمسرى وبغداد تحت الليل غافية في سجنها وسهيل بعد ما طلعا
فما تنفس أو كاد الصباح نها الا وقد حطم الأوثان واقتلعا
في ثورة عاد منها الشعب منتصرا والحق مزدهرا والبغي منصرعا
حتى ازدهى كل شبر في العراق ففي مينائه اليوم نور الفجر قد سطعا


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


الهديه




يقول المحبون ان الهدايا طعام الهوى ذاك ما أسمع
واني لأهواك حتى لأقسو بحبي وتدمي به الأضلع
وأهواك حتى اللقاء اشتياق وحتى يضيق المدى الأوسع
فماذا سأهديك يوم اللقاء وماذا سأهديك يوم النوى
أيرضيك ما يشتريه انحداري الى حيث يأبى علي الهوى
فما المال الا دماء تباع كعرض البغايا لدرء الطوى
سأصحو مع الفجر قبل الطيور ولمسة كفيك في خاطري
ألم الندى حقول الربيع وأشدو مع القبر الطائر
وأجمع من زهرها باقة لعينك يا زهرة الشاعر
وهيهات هيهات ان الرياح يذرين أزهاري الذابله
ويبقين في مقلتيك انكسارا كمن يتبع الأنجم الآفله
سأهديك أغنية كنسيم المدينة يستقبل القافله
وماذا أغنيك والحشرجات وعصف اللظى كل ما اسمع
كأن البرايا دم في عروقي تصدى له الخنجر المشرع
فيا قبضة من رماد الحريق على سلم دكه المدفع
سأهديك من ساعدي الحياه ومن قلبي الضحكة الصافية
سأهديك ما في عبوس السحاب من النور للدوحة العاريه
سأهديك أن لا تكوني رمادا على مدرج الزعزع العاتيه
سأهيد دنيا يرين السلام عليها كحشد من الأنجم
تنامين فيها وتستيقظين بلا ريبة في الغد المبهم
ولا خوف من أن يعز الرغيف وأن تستباحي وأن تهرمي


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

في يوم فلسطين


يا راقصين على دم الصحراء قد آن يوم الثورة الحمراء
تلك الشرارة بعد حين تنجلي عن زاخر بالنار والأضواء
اليوم يحطم كل شعب ثائر سود القيود بضحكة استهزاء
ويد يفر البغي من هزاتها حمراء ضرجها دم الشهداء
فضت فم المستعمرين بلطمة لا غير قاتلة ولا شلاء
واليوم يصرخ كل حر غاضب في وجه كل مهوس الآراء
تلك الواطن أين عنها أهلها فتروح تعرضها على الغرباء
والقدس ما للقدس يمشي فوقها صهيون بين الدمع والأشلاء
ما هتلر السفاح أقسى مدية يوم الوغى من هتلر الحلفاء
يا أخت يعرب لن تزالي حرة بين الدم المسفوك والأعداء
ثارت أهلك في دمانا تلتظي هيهات ليس لهن من اطفاء
حتى يضم ثرى الجزيرة أهلها أو يلبسون مطارف العلياء


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


عرب الثأر فاهتفي يا ضحايا


بسمت النور في ثغور الجراح أنت قبل الصباح نجم الصباح
كلما لحت في خيال الطواغيت وألهت مرقد السفاح
ذاب قيد على اللظى وتراخت قبضات على حطام السلاح
واختفت كالاظلام تنحل في النار وجوه تحف بالأقداح
كلما لحت هلل الشعب أسوان يبث ابتهاجه في النواح
وتحدى الطغاة بالساعد المفنول من عامل ومن فلاح
كان في غفوة فلما ملأت النوم في مقلتيه بالأشباح
هب غضبان يهمز الثأر بالثأر ويمشي على لهيب الكفاح
يا عيون الجراح لولاك ما امتدت عيون الى الستار المزاح
تبصر الظلم عاريا ةالطواغيت كأوراق دوحة في الرياح
جرد البغي خنجرا في دجى الليل وأهوى على الحمى المستباح
فاهتدت أمة على لمعة النصل وقد عب من دماء الأضاحي
واستضاءت بسمة من شهيد ومشت فوق معبر من جراح
عربد الثأر فانهضي يا ضحايا واطرحي عنك باردات الصفاح
كلما ألهب الدجى حزن بغداد فغصت بدمعها النضاح
وانظري هل ترين الا ثكالي وأيامي يضربن راحا براح
وانظري ما يزال جلاك السكران فوق الثرى طليق الجناح
واسألي قبر جعفر النارد المحزون ما ذنب هذه الأرواح
جعفرالحق يا نشيد البطولات تغنيه تحت ظل الصفاح
مد من قبرك المدمى بيمناك فما زلت حامل المصباح
أنت مزقت ظلمة الليل بالنور فلا تهن مقلة السفاح


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


فجر السلام


لا شهوة الموت في أعراق جزار تقوى عليها ولا سيل من النار
الموت أزهى سدا من أن يشابكها وهي التي مدت الموتى بأعمار
وهي التى لمت الأحقاب واعتصرت مما انطوى في دجاها فيض أنوار
ومست الصخر فاخضلت جوانبه بالسيل الغض والريحان والنار
هذي اليد السمحة البيضاء كم مسحت جرحا وكم أزهت أنفاس جبار
وأطلقت في الدجى الأعمى حمامتها بيضاء كالمشعل الوهاج في غار
كأنما فجرت ماء لظامئة أو أطلعت كوكبا يأتمه الساري
سل تاجر الموت كيف اصطك من فزع لما رآها وكم أودت بتجار
وسمرت نعش طاغوت بما شرعت كفاه من خنجر يدمى وأظفار
أما كفاه الذي امتصت على مهل أنيابه من دم الغرثان والعاري
وما طفا عن شفاه الطفل من لبن أو حلمة المومس الشوهاء من عار
فانقض من كهفه الداجي ليبعثها شعواء كالبحر ان دوى باعصار
حتى اذا امتار من أعمار مددا واقتات مما ستحيا عمره الهاري
أهوى على ظهر لم يقض يعصره عن سلعة تعبر سلعة الدنيا فدولار
عيون وراء المدى تنام و ترجو الغدا
دفوق السنا باسطا لأحلى رؤاها يدا
ستجبلها ولقعا نقيا كذوب الندى
يكفر عما جنت عصور طواها الردى
أيفزعها المجرمون بما أشرعوا من مدى
كأن سياجا يقام ليحجز عنها الغدا
و في الحقل بين الظلال عذارى حملن السلال
لهن الهوى و الغناء و للظالمين الغلال
فبعد الشقاء المرير وغب الليالي الطوال
دنا موعد للحصاد فغنينه للرجال
أيحسدهن الطغاة على منه للخيال
على ضحكة للربيع و أنشودة للتلال
و شيخ يرب الحفيد بأنباء قطر بعيد
تحدى حراب الغزاة و غيبها في الجليد
فأنبت منها سنابل ضوء الصباح الوليد
هنالك يبني الحياة كما شاء جيل سعيد
عمالقة بالفعال ورواد كون جديد
و آلهة يخلقون آلهة من عبيد
هنالك يرن السلام كأهداب طفل ينام
و يضحط ملء الحقول و في أغنيات الغرام
و ينبض حيث المعامل يجرحن قلب الظلام
و في المدن الضاحيات يندس وسط الزحام
و حيث التقت و هي ترنو عيون الورى في وئام
برغم اللظى و الحديد نمت زهرة للسلام
و انداح من لجة الليل التي شحبت شدق يزيد اتساعا كلما اقتربا
كأن مقبرة طال الزمان بها وازلزت فهي تبدي جوفها الخربا
تعلقت أعظم الموتى به ورنت ألحظها الحور فيما يشبه الغضبا
كأنما صرت الأسنان من حنق شيئا و سخرية منها بمن نكبا
كأن كل قتيل رغم سكرته بالصمت يسأل أما أثكلت وأبا
وزوجة و بنين استقتلوا و أخا من كان فيما لقينا من ردى سببا
شدق يزيد اتساعا كلما رفعت ستر الدجى خفقت من كوكب غربا
آلى على الأرض أن يجتث عاليها سفلا و يصفع من يأتي بمن ذهبا
و لا يريق دما إلا و أضرمه نارا و ذرى رمادا منه أو لهبا
تسعى به الريح في الآفاق ناسجة للشمس من جذوة أو من دم حجبا
فالجو مقبرة كبرى معلقة تستعرض الشمس في ذراتها الحقبا
و الأرض كالأبرص المنبوذ هرأة داء و عانى عليه الجوع و التعبا
تكدست فوقها الأجساد ناضحة قيحا ودوى عويل الناس و اصطخبا
من كل رافعة جيدا كأن يدا جبارة جاذبيه الطول فانجذبا
وانمط مثل عجين الرخو مرضعها لصق الثرى و اكفهر الوجه و انقلبا
و هي التي بالأمس كانت كما رجى خيال للهوى الأول
يموج في مرآتها ظلها سوسنة بيضاء في جدول
و كان نهداها إذا رنحت ريح الصبا من ثوبها المخمل
يشف تكويراهما عن سنا يطفو بطوقيها إلى المجتلى
كم عاشق كانت أمانيه أن يرتشف النور على جيدها
كان يغذيها إذا قطبت بالروح و الآمال في عيدها
يا زهرة عاشقها لم يذد من زعزع هبت لتبديدها
لو كان يهواك ارتمي دونها سدا و نجاك بتصعيدها
ظل لقابييل ألقى عبء ظلمته فحما يسود البرايا حوله القلق
فحما تصدى له الباغي بمقلته يذكيه منها لظى يخبو و يأتلق
إذا تضرم فاندك الفضاء جذى غضبى و نش الدم الفوار و العرق
وانقض من حيث تهوى الشمس غاربة ليل من القاصفات السود أو شفق
جن الرضيع الذي يحبو وهب على رجليه يعدو ويلوي جسمه اعنق
من فرط ما طال و استرخى و قد صهرت أعراقه الزرق نارا فيه تختنق
كأن كفيه مذراتا ثرى و دم لا ما يمد ابن عام لفه الغسق
و لألأ البدر فاستدناه و انبسطت يمناه بالشوق حتى أظلم الأفق
و أزلزت لثة الشيخ التي هرئت من شدقه الأدرد المغفور تندلق
تنساح كاللعنه السوداء يطلقها بعد الردى نسله المطموس و الحنق
يا ربما سرت الموتى بأن هلكوا قذائف كعيون الجن تنطلق
شدت عليها يد عجفاء يدفعها حقد ويقتات من أعصابها فرق
شلت يدا طالما التفت أصابعها ثم ارتخت عن وليد بات يختنق
و استجهضت كل أنثى و هي تعضبها و استدفأت باللظى و المدن تحترق
و قوست من ظهور كي يطاولها قزح يلج ارتفاعا و هي تنسحق
و تطل من أفق يفتحه الشروق إلى الحافي
أيد تشير إلى الرقاب المشرئبة لا تخافي
لن يفصد الجلاد عرقا من عروقك لارتشاف
أيد تلوح بالسلام كأن موشكه الضحايا
تكتال منهن البقاء كأن أحضان الصبايا
أودعتها الأطفال لما ينطفوا حذر المنايا
و لكم تناقلت المعابر و الدروب صدى نداء
تتشابك الرغبات مثب الغاب فيه على رجاء
هو معبر الأجيال من خطر يهم إلى نجاء
تعوي الذئاب و ما يزال يجيش كالدم في العروق
يند العواء و يدفع المقل الغضاب عن الطريق
و يظل يطفئها كما انطفأت بقايا من حريق
و يظل يخفق بالسلام كأنما نشرت جناحا
فيه الحمامة يلطم الظلماء فانفرطت و لاحا
من شقها الألق الحبيس و ظل ينطف ثم ساحا
صور لنفسك في الخيال أباك في وسط الحريق
يدعوك بالصوت الأبح وقد تخبط كالغريق
و يمد من خلل الدخان يديه يبحث عن طريق
و انظر لأمك و هي ترقد في التراب على قفاها
تتجاذب العقبان ثديي ها و يفقا ناظراها
و تلق من دمها الكلاب و ينخر الدود الشفاها
و تمل زوجك و هي تركض بين أشباح الجياع
شعثاء تلهث و الرياح تصكها دون انقطاع
حملت قميصك في ذراع و الرضيعة في ذراع
أو جثة ابنك و هي تزحف دون رأس في الدماء
أو مرضع ابنتك الممزق و هو يسحق بالحذاء
ورفات موتاك الرميم وقد تناثر في الهواء
و إذا رأيت عيون جير تك الرضية المحار
ترتج غضبى في قرارة جدول ضحل القرار
أفلا تطاردك العيون أما تبصك في احتقار
صور لنفسك في الخيال أباك في ليل الشتاء
و كأنما ردت عليه صباه أخيلة الصلاء
ما زال يقرأ و الصغار يضاحكونك في الخفاء
و انظر لأمك وهي تنصت أي عجب يزدهيها
عادت إلى الصوت الرتيب إلى الغوابر من سنيها
و تمثلته فتى يجمع ساعديه و يحتويها
و ابسط لزوجك و انتشلها و هي تلهث في الرخام
كفا ستختم إذ تو قع بالمداد على السلام
فرج الجراح فتوقف ال دم و الدموع عن انسجام
الشاطيء الضحاك و الأ صداء و القمر الطروي
سكران يغرق في جدا ئلها و تهمسه الطيوب
و تضمها و يطل من خلل العيون مدى رحيب
تتنفس الأضواء فيه كأنما سمعت غناء
حلو الرنين فراقصته هناك أجنحة اراءى
بيضاء يتبعها الص غار بأعين تندى أخاء
ليل العبودية النكراء صدعه مهوى طواغيت و استبسال ثوار
حتى إذا شمر الباغي ليرأبه شقا بأن يصهر الأجساد بالنار
هبت أعاصير تذرو ما تؤججه في وجهه الراعب النضاح اللعار
و استيقظ الشرق عملاقا تموج على عينيه دنيا من الأحقاد و الثار
يرمي و يرمي و يسعى نحو غايته في لجة من دجى غضبى و أنوار
تطفو عليها الضحايا أو تغوص إلى أعماقها بين تيار و تيار
راياته الداميات الظافرات كوى حمراء ينشق عنها سجنه الضاري
ألقى بها السلم في وجه الطغاة ردى و في صعيد الضحايا حمر أزهار
و حطموا أفوق الغل الذي سحبوا كي يطرقوا منه تابوتا لجبار
حيث اشرأبت على جرف الردى أمم شدت إلى الصخر إلا بعض أحرار
و ابتاع بالدرهم المجبول من دمها فيض الدم الثر منها شر تجار
و استأجروها لصنع الموت منه لها بالزاد يبقى دما فيها لجزار
أعمارها مثل بئر للدم ابتلعت جيلا سواها بهن ابتاعه الشاري
و تطل من أفق يفتحه الشروق إلى الحفافي
أيد تشير إلى الرقاب المشرئبة لا تخافي
لن يفصد الجلاد عرقا من عروقك لارتشاف
و لكم تناقلت المعابر و الدروب صدى نداء
تتشابك الرغبات مثل الغاب فيه على رجاء
هو معبر الأجيال من خطر يهم إلى نجاء
ما زال يخفق بالسلام كأنما نشرت جناحا
فيه الحمامة يلطم الظلماء فانفطرت و لاحا
من شقها الألق الحبيس و ظل ينعطف ثم ساحا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://film1.mam9.com
 
بعض مقطفات الشاعر / بدر شاكر السياب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
aflam :: المنتديات الادبيه :: الشعر الحديث والشعر القديم :: الشعر الحديث-
انتقل الى: